تفسير سورة الإخلاص : لناصر السنة أبي بكر الباقلاني

الحمد لله الذي خلّص قلوب عباده المتقين من ظُلْم الشهوات ، وأخلص عقولهم عن ظُلَم الشبهات
أحمده حمد من رأى آيات قدرته الباهرة ، وبراهين عظمته القاهرة ، وأشكره شكر من اعترف بمجده وكماله
واغترف من بحر جوده وأفضاله وأشهد أن لا إله إلا الله فاطر الأرض والسماوات ، شهادة تقود قائلها إلى الجنات
وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله ، وحبيبه وخليله ، والمبعوث إلى كافة البريات ، بالآيات المعجزات
والمنعوت بأشرف الخلال الزاكيات صلى الله عليه وعلى آله الأئمة الهداة ، وأصحابه الفضلاء الثقات
وعلى أتباعهم بإحسان ، وسلم كثيرا
أما بعد :
فإن اصدق الحديث كتاب الله ، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها،
وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار
ــــ  أعاذنا الله وإياكم من النار ــــ

 تفسير سورة الإخلاص
لناصر السنة ولسان الأمة أبي بكر الباقلاني رحمه الله


 بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده: قال أبو بكر بن الطيب: أصول الكفر ثمانية:

1.. الكثرة
2.. والعدد
3.. والنقص
4.. والتقليل
5.. والعلة
6.. والمعلول
7.. والنظبر
8.. والشبيه
وهذا كله في سورة الإخلاص:
قل هو الله أحد: نفي الكثرة والعدد؛ الكثرة: كونه أكثر من واحد، إذ ليس في الوجود
إلا الواحد لأنه واحد في ذاته واحد في صفاته وواحد في أفعاله. ونفي العدد: هو أن
يكون هنالك ثان أو ثلاثة كما قالت النصارى: إن الله ثالث عيسى وأمه.
الله الصمد: نفي للنقص والتقليل: نفى أن يكون له جوف كسائر الخلق فإن التجويف
هي الحاجة إلى الطعام وهي من صفات الخلق وذلك نقص، ونفى التقليل: بمعنى أن
يكون قليلا كالجوهر الفرد لأنه لا يقدر على شيء
لم يلد ولم يولد: نفي للعلة والمعلول: العلة في اصطلاح المتكلمين كون الشيء سببا
في وجود شيء آخر؛ فالوالد سبب في وجود الولد والماء سبب في وجود الخلق، قال
تعالى: وجعلنا من الماء كل شيء حي؛ فالعلة الوالد والمعلول الولد.
ولم يكن له كفوا أحد: نفي للنظير والشبيه: بمعنى لم يكن من يناظره في الملك بأن
يكون إلاها مثله، ونفي الشبيه: نفي أن يكون في الخلق من يشبهه. سبحانه ليس كمثله
شيء وهو السميع البصير والله سبحانه ولي التوفيق ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.


 ملتقى أهل التفسير

 اللهم تقبل منا الصيام والقيام وحسن الاعمال إنك انت السميع العليم
 واغفر لنا إنك أنت الغفور الرحيم

شبكة كتاب الله